( يُغْشَونَ حتّى ما تَهِرُّ كلابُهُمْ ... لا يسألون عن السَّواد المقبل ) .
فاستهل واستبشر وطرب ثم قال زدنني .
فاندفعن يغنين خفيف .
( لمن الدارُ أقفرَتْ بمعَانِ ... بين شاطِي اليرموك فالصَّمَّان ) .
( فَحِمى جاسمٍ فأبنية الصُّفَر ... مَغْنَى قنابلٍ وهِجان ) .
( فالقُرُيّاتِ من بَلاسَ فدارَ ... يَّا فَسكَّاءَ فالقصورِ الدوانِي ) .
( ذاكَ مغْنىً لآل جفنةَ في الدَّارِ ... وحَقٌّ تعاقُبُ الأزمان ) .
( قد دنا الفِصْحُ فالولائدَ يَنْظِمْنَ ... سِراعاً أكِلّةَ المَرْجان ) .
( لم يُعلَّلْنَ بالمغافير والصَّمغ ... ولا نَقْفِ حَنظل الشِّريان ) .
( قد أُرانِي هناكَ حقّاً مكينا ... عند ذي التاج مَقْعدِي ومكاني ) .
فقال أتعرف هذه المنازل قلت لا .
قال هذه منازلنا في ملكنا بأكناف دمشق وهذا شعر ابن الفريعة حسان بن ثابت شاعر رسول الله .
قلت أما إنه مضرور البصر كبير السن .
قال يا جارية هاتي .
فأتته بخمسمائة دينار وخمسة أثواب من الديباج فقال ادفع هذا إلى حسان وأقرئه مني السلام .
ثم أرادني على مثلها فأبيت فبكى ثم قال لجواريه أبكينني .
فوضعن عيدانهن وأنشأن يقلن - طويل - .
( تنصَّرَتِ الأشرافُ من عارِ لطمةٍ ... وما كان فيها لو صَبرْتُ لها ضَرَرْ ) .
( تكنَّفني فيها لجَاجٌ ونَخوةٌ ... وبِعْتُ بها العيْنَ الصحيحةَ بالعَوَرْ ) .
( فيا ليتَ أمِّي لم تَلِدْني وليتني ... رجَعْتُ إلى القول الذي قال لي عُمَرْ )