أيضاً مثل قولي في النبي حين ذكرته وصلى عليه .
ثم قال يا هذا إنك إذا طهرت قلبك لم يضرك ما لبسته ولا ما جلست عليه .
ثم سألني عن الناس وألحف في السؤال عن عمر ثم جعل يفكر حتى رأيت الحزن في وجهه فقلت ما يمنعك من الرجوع إلى قومك والإسلام قال أبعد الذي قد كان قلت قد ارتد الأشعث بن قيس ومنعهم الزكاة وضربهم بالسيف ثم رجع إلى الإسلام .
فتحدثنا ملياً ثم أومأ إلى غلام على رأسه فولى يحضر فما كان إلا هنيهة حتى أقبلت الأخونة يحملها الرجال فوضعت وجيء بخوان من ذهب فوضع أمامي فاستعفيت منه فوضع أمامي خوان خلنج وجامات قوارير وأديرت الخمر فاستعفيت منها فلما فرغنا دعا بكأس من ذهب فشرب به خمساً عدداً .
ثم أومأ إلى غلام فولى يحضر فما شعرت إلا بعشر جوار يتكسرن في الحلي فقعد خمس عن يمينه وخمس عن شماله ثم سمعت وسوسة من ورائي فإذا أنا بعشر أفضل من الأول عليهن الوشي والحلي فقعد خمس عن يمينه وخمس عن شماله وأقبلت جارية على رأسها طائر أبيض كأنه لؤلؤة مؤدب وفي يدها اليمنى جام فيه مسك وعنبر قد خلطا وأنعم سحقهما وفي اليسرى جام وفيه ماء ورد فألقت الطائر في ماء الورد فتمعك بين جناحيه وظهره وبطنه ثم أخرجته فألقته في جام المسك والعنبر فتمعك فيها حتى لم يدع فيها شيئاً ثم نفرته فطار فسقط على تاج جبلة ثم رفرف ونفض ريشه فما بقي عليه شيء إلا سقط على رأس جبلة ثم قال للجواري أطربنني .
فخفقن بعيدانهن يغنين - كامل - .
( لله دَرُّ عصابةٍ نادَمْتُهُمْ ... يوماً بجِلِّقَ في الزمان الأوّلِ ) .
( بِيضِ الوجوه كريمة أحسابُهُمْ ... شُمِّ الأنوف من الطِّرازِ الأوّل )