قال من سبنا ضربناه ومن ضربنا قتلناه .
قال إنما أنزل القرآن بالقصاص .
فغضب وخرج بمن معه ودخل أرض الروم فتنصر ثم ندم وقال - طويل - .
( تنصَّرتِ الأشرافُ من عارِ لطمةٍ ... ) .
وذكر الأبيات وزاد فيها بعد طويل .
( ويا ليتَ لي بالشأم أدنَى معيشةٍ ... أجالسُ قومي ذاهبَ السمعِ والبصَرْ ) .
( أدين بما دانوا به من شريعةٍ ... وقد يحبس العَوْد الضَّجور على الدَّبَرْ ) .
وذكر باقي خبره فيما وجه به إلى حسان مثله وزاد فيه أن معاوية لما ولي بعث إليه فدعاه إلى الرجوع إلى الإسلام ووعده إقطاع الغوطة بأسرها فأبى ولم يقبل .
ثم إن عمر Bه بدا له أن يكتب إلى هرقل يدعوه إلى الله جل وعز وإلى الإسلام ووجه إليه رجلا من أصحابه وهو جثامة بن مساحق الكناني فلما انتهى إليه الرجل بكتاب عمر أجاب إلى كل شيء سوى الإسلام فلما أراد الرسول الانصراف قال له هرقل هل رأيت ابن عمك هذا الذي جاءنا راغباً في ديننا قال لا .
قال فالقه .
قال الرجل فتوجهت إليه فلما انتهيت إلى بابه رأيت من البهجة والحسن والسرور ما لم أرَ بباب هرقل مثله فلما أدخلت عليه إذا هو في بهو عظيم وفيه من التصاوير ما لا أحسن وصفه وإذا هو جالس على سرير من قوارير قوائمه أربعة أسد من ذهب وإذا هو رجل أصهب سبال وعثنون وقد أمر بمجلسه فاستقبل به وجه الشمس فما بين يديه من آنية الذهب والفضة يلوح فما رأيت أحسن منه .
فلما سلمت رد السلام ورحب بي وألطفني ولامني على تركي النزول عنده ثم أقعدني على شيء لم أثبته فإذا هو كرسي من ذهب فانحدرت عنه فقال مالك فقلت إن رسول الله نهى عن هذا .
فقال جبلة