قال فذهب نصفي .
ثم قال لعلقمة أنشد .
فأنشد - طويل - .
( طَحا بك قلبٌ في الحسان طروبُ ... بُعيدَ الشبابِ عَصْرَ حانَ مَشيبُ ) .
فذهب نصفي الآخر فقال لي أنت أعلم الآن إن شئت أن تنشد بعدهما أنشدت وإن شئت أن تسكت سكت فتشددت ثم قلت لا بل أنشد .
قال هات .
فأنشدته - كامل - .
( لله دَرُّ عِصَابةٍ نادمْتُها ... يوماً بجِلِّقَ في الزَّمان الأوّلِ ) .
( أولادُ جَفْنَةَ عندَ قبر أبيهمُ ... قبرِ ابن مارِيَة الكريمِ المُفْضِلِ ) .
( يَسْقُونَ مَنْ وَرَدَ البرِيصَ عليْهِم ... كأساً تُصَفَّقُ بالرحيق السلسلِ ) .
( يُغشَوْنَ حتّى ما تَهِرُّ كلابُهُمْ ... لا يسألون عن السوَّاد المُقْبل ) .
( بيضُ الوجوهِ كريمةٌ أحسابُهُمْ ... شُمُّ الأنوفِ من الطِّرازِ الأوّل ) .
فقال لي أدنه أدنه لعمري ما أنت بدونهما .
ثم أمر لي بثلاثمائة دينار وعشرة أقمصة لها جيب واحد وقال هذا لك عندنا في كل عام .
وقد ذكر أبو عمرو الشيباني هذه القصة لحسان ووصفها وقال إنما فضله عمرو بن الحارث الأعرج ومدحه بالقصيدة اللامية .
وأتى بالقصة أتم من هذه الرواية