وقد أخبرني بهذا الخبر عمي عن طلحة بن عبد الله الطلحي عن أحمد بن إبراهيم أن أبا الطفيل دعي إلى وليمة فغنت قينة عندهم - بسيط - .
( خَلَّى عليَّ طُفيلُ الهمَّ وانشعبا ... وهدَّ ذلك ركنِي هَدّةً عجبا ) .
( وابنَيْ سُميةَ لا أنساهما أبداً ... فيمن نَسِيتُ وكلٌّ كان ليْ وَصَبا ) .
فجعل ينشج ويقول هاه هاه طفيل ويبكي حتى سقط على وجهه ميتاً .
وأخبرني محمد بن مزيد قال حدثنا حماد عن أبيه بخبر أبي الطفيل هذا فذكر مثل ما مضى وزاد في الأبيات .
( فاملِكْ عزاءكَ إنْ رزءٌ بلِيتَ به ... فلنْ يردَّ بكاءُ المرء ما ذهبا ) .
( وليس يَشفِي حزيناً مِنْ تذكُّره ... إِلاّ البكاءُ إذا ما ناح وانتحبا ) .
( فإذْ سلكْتَ سبيلاً كنْتَ سالكَها ... ولا محالةَ أن يأتي الذي كُتبا ) .
( فما لبطنك من ريٍّ ولا شِبَع ... ولا ظلِلْتَ بباقي العيش مُرْتَغِبا ) .
وقال حماد بن إسحاق حدثني أبي قال حدثني أبو عبد الله الجمحي عن أبيه قال بينا فتية من قريش ببطن محسر يتذاكرون الأحاديث ويتناشدون الأشعار إذ أقبل طويس وعليه قميص قوهي وحبرة قد ارتدى بها وهو يخطر في مشيته فسلم ثم جلس فقال له القوم يا أبا عبد المنعم لو غنيتنا قال نعم وكرامة أغنيكم بشعر شيخ من أصحاب رسول الله من شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام وصاحب رايته أدرك الجاهلية والإسلام وكان سيد قومه