فقال له انطلق إلى ابني عباس فقل لهما أعمدتما إلى راية ترابية قد وضعها الله فنصبتماها بددا عني جمعكما ومن ضوى إليكما من ضلال أهل العراق وإلا فعلت وفعلت فقال ابن عباس قل لابن الزبير يقول لك ابن عباس ثكلتك أمك والله ما يأتينا من الناس غير رجلين طالب فقه أو طالب فضل فأي هذين تمنع فأنشأ أبو الطفيل عامر بن واثلة - بسيط - .
( لا دَرَّ درُّ الليالي كيف تُضحِكنا ... منها خطوب أعاجيبٌٍ وتبكينا ) .
( ومثلُ ما تحدِث الأيامُ من غِيَرٍ ... يا ابنَ الزبير عن الدنيا يُسلِّينا ) .
( كنّا نجيءُ ابنَ عباسٍ فَيُقْبِسُنا ... عِلماً ويُكْسِبُنا أجْراً ويَهدينا ) .
( ولا يزالُ عبيدُ الله مترعَةً ... جِفانُه مُطْعِماً ضَيْفاً ومسكينا ) .
( فالبِرُّ والدِّينُ والدُّنيا بدارِهما ... ننال منها الذي نبغي إذا شِينا ) .
( إن النبيَّ هو النور الذي كُشِفَتْ ... به عَمَاياتُ باقينا وماضينا ) .
( ورهطُه عِصمةٌ في ديننا ولهمْ ... فضلٌ علينا وحقٌّ واجبٌ فينا ) .
( ولسْتَ فاعلمْهُ أولى مِنْهُمُ رحماً ... يا ابنَ الزبير ولا أولَى به دِينا ) .
( ففيمَ تَمنعُهُمْ عَنَّا وتمنعنا ... منهم وتؤذيْهُم فينا وتؤذينا ) .
( لن يؤتي الله مَنْ أخزى ببغضهِمُ ... في الدين عِزّاً ولا في الأرض تمكينا ) .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات قال حدثني الزبير بن بكار قال حدثني بعض أصحابنا أن أبا الطفيل عامر بن واثلة دعي في مأدبة فغنت فيها قينة قوله يرثي ابنه - بسيط - .
( خَلَّى طفيلٌ عليَّ الهمَّ وانشعبا ... وهدَّ ذلك ركنِي هَدّةً عجبا ) .
فبكى حتى كاد يموت