( أَبْلِغْ حَبابة أسْقَى رَبْعَها المطرُ ... ما للفؤادِ سِوى ذكراكُمُ وَطَرُ ) .
( إِنْ سار صحبي لم أملِكْ تذكُّرَكُمْ ... أو عَرَّسوا فهمومُ النفس والسَّهرُ ) .
فاستحسنه وطرب .
هكذا ذكر إسحاق في الخبر .
وغيره يذكر أن الصنعة فيه لحبابة ويزعم ابن خرداذبه أن الصنعة فيه ليزيد .
وليس كما مر وإنما أراد أن يوالي بين الخلفاء في الصنعة فذكره على غير تحصيل والصحيح أنه لمعبد .
قال معبد فسر يزيد لما غنيته في هذين البيتين وكساني ووصلني ثم لما انصرم مجلسه انصرفت إلى منزلي الذي أنزلته فإذا ألطاف سلامة قد سبقت ألطاف حبابة وبعثت إلي إني قد عذرتك فيما فعلت ولكن كان الحق أولى بك .
فلم أزل في ألطافهما جميعاً حتى أذن لي يزيد فرجعت إلى المدينة .
نسبة الصوت الذي غناه معبد الذي أوّله طويل .
( فيا عَزَّ إنْ واشٍ وشَى بي عندَكُمْ ... ) .
صوت .
( ألم يأنِ لي يا قلبُ أنْ أتركَ الجهلا ... وأنْ يُحدث الشيبُ الملِمُّ ليَ العقلا ) .
( على حين صار الرأسُ منِّي كأنما ... عَلَتْ فوقَه ندّافةُ العُطُبِ الغزْلا ) .
( فيا عَزَّ إنْ واشٍ وشَى بي عندَكُمْ ... فلا تُكرمِيه أنْ تقولي له مهلا ) .
( كما لو وَشَى واشٍ بودِّك عندنا ... لقلْنا تزحزَحْ لا قَرِيباً ولا سَهْلا ) .
( فأهلاً وسهلاً بالذي شَدَّ وصلنا ... ولا مرحباً بالقائِل اصرِم لها حَبلا ) .
الشعر لكثير والغناء لحنين ثقيل أول بالسبابة في مجرى الوسطى عن إسحاق .
وذكر ابن المكي وعمرو والهشامي أنه لمعبد .
وفيه ثاني ثقيل ينسب إلى