وقد روى صالح بن حسان أن الصوت الذي اختلفت فيه حبابة وسلامة هو - كامل - .
( وترى لها دَلاًّ إذا نَطَقَتْ به ... تَرَكَتْ بناتِ فُؤاده صُعْرا ) .
ذكر ذلك حماد عن أبيه عن الهيثم بن عدي أنهما اختلفتا في هذا الصوت بين يدي يزيد فقال لهما من أين جاء اختلافكما والصوت لمعبد ومنه أخذتماه فقالت هذه هكذا أخذته وقالت الأخرى هكذا أخذته .
فقال يزيد قد اختلفتما ومعبد حي بعد فكتب إلى عامله بالمدينة يأمره بحمله إليه .
ثم ذكر باقي الخبر مثل ما ذكره أبو بكر بن عياش .
قال صالح بن حسان فلما دخل معبد إليه لم يسأله عن الصوت ولكنه أمره أن يغني فغناه فقال - طويل - .
( فيا عَزَّ إنْ واشٍ وشَى بيَ عندَكُمْ ... فلا تُكْرِمِيهِ أن تقولي له مَهْلا ) .
فاستحسنه وطرب ثم قال إن هاتين اختلفتا في صوت لك فاقض بينهما .
فقال لحبابة .
غني .
فغنت وقال لسلامة غني فغنت وقال الصواب ما قالت حبابة .
فقالت سلامة والله يا ابن الفاعلة إنك لتعلم أن الصواب ما قلت ولكنك سألت أيتهما آثر عند أمير المؤمنين فقيل لك حبابة فاتبعت هواه ورضاه فضحك يزيد وطرب وأخذ وسادة فصيرها على رأسه وقام يدور في الدار ويرقص ويصيح السمك الطري أربعة أرطال عند بيطار جنان حتى دار الدار كلها ثم رجع فجلس مجلسه وقال شعراً وأمر معبداً أن يغني فيه فغنى فيه وهو - بسيط