فبعث يزيد إلى معبد فأتى به فسأل لم بعث إليه فأخبر فقال لأيتهما المنزلة عند أمير المؤمنين فقيل لحبابة .
فلما عرضتا عليه الصوت قضى لحبابة فقالت سلامة والله ما قضى إلا للمنزلة وإنه ليعلم أن الصواب ما غنيت ولكن ائذن لي يا أمير المؤمنين في صلته لأن له عليّ حقا .
قال قد أذنت .
فكان ما وصلته به أكثر من حبابة .
نسبة هذا الصوت - وافر - .
( ألاَ حيِّ الديارَ بسَعْدَ إنّي ... أحِلُّ لحبِّ فاطمةَ الديارا ) .
( إذا ما حَلَّ أهلكِ يا سُلَيْمى ... بدارَةِ صُلْصُلٍ شَحَطوا مَزَارا ) .
الشعر لجرير والغناء لابن محرز خفيف ثقيل أول بالسبابة في مجرى البنصر .
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال نزل الفرزدق على الأحوص حين قدم المدينة فقال له الأحوص ما تشتهي قال شواء وطلاء وغناء .
قال ذلك لك .
ومضى به إلى قينة بالمدينة فغنته .
( ألاَ حيِّ الديار بسَعْدَ إنّي ... أحِبُّ لحبِّ فاطمةَ الديارا ) .
( أرادَ الظاعنون ليحزنُوني ... فهاجُوا صَدْعَ قلبيَ فاستطارا ) .
فقال الفرزدق ما أرق أشعاركم يا أهل الحجاز وأملحها قال أو ما تدري لمن هذا الشعر فقال لا والله .
قال هو لجرير يهجوك به .
فقال ويل ابن المراغة ما كان أحوجه مع عفافه إلى صلابة شعري وأحوجني مع شهواتي إلى رقة شعره