فطرب يزيد وأخذ فيه من الشراب قدره الذي كان يطرب منه ويسره ولم تره أظهر شيئاً مما كان يفعله عند طربه فغنته .
( ألاَ لاَ تلُمْه اليومَ أنْ يتبلَّدا ... فقد غُلِب المحزونُ أن يَتَجَلَّدَا ) .
( نظرْتُ رجاءً بالموقَّر أن أَرى ... أكارِيس يحتلُّون خاخاً فمنشِدا ) .
( فأوفيْتُ في نَشْزٍ من الأرض يافعٍ ... وقد تُسْعِفُ الأيفاعُ من كان مُقْصَدا ) .
فلما غنته بهذا طرب طربه الذي تعهده وجعل يدور ويصيح الدخن بالنوى والسمك في بيطار جنان .
وشق حلته وقال لها أتأذنين أن أطير قالت وإلى من تدع الناس قال إليك .
قال وغنته سلامة من هذه القصيدة .
( فقلتُ ألا يا ليت أسماءَ أصقَبَتْ ... وهل قولُ ليتٍ جامعٌ ما تبدّدا ) .
( وإنِّي لأهواها وأهوى لِقاءها ... كما يَشتهي الصادي الشرابَ المبرَّدا ) .
( علاقةَ حبٍّ لَجَّ في سَنَن الصِّبا ... فأبلَى وما يزداد إلاّ تجدُّدا ) .
( سُهوبٌ وأعلام تخال سرابَها ... إذا استَنّ في القَيظ المُلاَءَ المعضَّدا )