فذكرت الأبيات .
فطرب وقال قاتلك الله أبيت إلا أن ترديني إليك .
وعاد إلى ما كان عليه .
أخبرني إسماعيل قال حدثني عمي قال حدثني إسحاق قال حدثني الهيثم بن عدي عن صالح بن حسان قال قال مسلمة ليزيد تركت الظهور وشهود الجمعة الجامعة وقعدت في منزلك مع هذه الإماء وبلغ ذلك حبابة وسلامة فقالتا للأحوص قل في ذلك شعراً .
فقال - طويل - .
( وما العيشُ إلا ما تلَذُّ وتشتهِي ... وإنْ لامَ فيه ذو الشَّنَانِ وفَنّدَا ) .
( بكيْتُ الصِّبا جَهدِي فمن شاء لامِني ... ومَن شاءَ آسَى في البكاء وأسْعَدا ) .
( وإنِّي وإنْ أَغرقت في طَلَب الصبا ... لأَعلمُ أَنِّي لستُ في الحبِّ أوحدا ) .
( إذا كنتَ عِزْهاةً عن اللَّهو والصبا ... فكنْ حجراً من يابس الصخرِ جَلمدا ) .
قال فغنتا يزيد فيه فلما فرغتا ضرب بخيزرانته الأرض وقال صدقتما صدقتما فعلى مسلمة لعنة الله وعلى ما جاء به .
قال وطرب يزيد فقال هاتيا .
فغنتاه من هذه القصيدة .
( وعَهدِي بها صفراءَ رُوداً كأنما ... نَضَا عَرَقٌ منها على اللون مُجْسَدَا ) .
( مهفهفة الأعلى وأسفل خلقِها ... جرى لحمُه ما دونَ أن يتخددا ) .
( من المُدْمَجات اللحمِ جَدْلاً كأنها ... عِنانُ صَناعٍ مدمجُ الفتْل مُحْصَدا ) .
( كأنّ ذكِيَّ المسك بادٍ وقد بَدَتْ ... وريحَ خُزامى طَلّةٍ تنفح الندى )