أتى رجل الحطيئة وهو في غنم له فقال له يا صاحب الغنم فرفع الحطيئة العصا وقال إنها عجراء من سلم فقال الرجل إني ضيف فقال للضيفان أعددتها فانصرف عنه قال إسحاق وقال غيرهما إن الرجل قال له السلام عليكم فقال له عجراء من سلم فقال السلام عليكم فقال أعددتها للطراق فأعاد السلام فقال له إن شئت قمت بها إليك فانصرف الرجل عنه .
أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال حدثنا محمد بن يزيد قال زعم الجاحظ أن الحطيئة كان يقول إنما أنا حسب موضوع فسمع عمرو بن عبيد رجلا يحكي ذلك عنه يقال له عبد الرحمن بن صديقة فقال عمرو كذب ترحه الله إنما ذلك التقوى .
أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد بن إسحاق عن أبيه قال قال الأصمعي لم ينزل ضيف قط بالحطيئة إلا هجاه فنزل به رجل من بني أسد لم يسمه الأصمعي وذكر أبو عبيدة أنه صخر بن أعيى ألأسدي أحد بني أعيى بن طريف بن عمرو بن قعين فسقاه شربة من لبن فلما شربها قال .
( لما رأيتُ أنّ مَنْ يبتغِي القِرَى ... وأنَ ابن أعْيَى لا محالةَ فاضِحِي ) .
( شَدَدْتُ حَيَازِيمَ ابنِ أعيى بشربةٍ ... على ظَمَإ سَدَّتْ أصولَ الجوانحِ )