وهما بين شفتيه .
فقال هاك .
فلما ذهبت بشفتيها جعل يصد عنها يميناً وشمالاً ليستكثر منها فغمزت جارية على رأسها فخرجت كأنها تريد حاجة ثم عطفت عليه فلما دنا منها وذهب ليزوغ دفعت منكبيه وأمسكتهما حتى أخذت الزرقاء اللؤلؤتين بشفتيها من فمه ورشح جبينها حياء مناً .
ثم تجلدت علينا فأقبلت عليه فقالت له المغبون في استه عود فقال أما أنا فما أبالي لا يزال طيب هذه الرائحة في أنفي وفمي أبداً ما حييت .
قال هارون وحدثني ابن النطاح عن المدائني عن علي بن أبي سليمان عن أبي عبد الله القرشي عن أبي زاهر بن أبي الصباح قال أتيت منزل ابن رامين مع رجل من قريش فأخرج الزرقاء وسعدة فقام القرشي ليبول وترك مطرفه فلبسته سعدة وخرجت فرجع القرشي وعليها المطرف قد خاطته فصار درعاً فقالت أرأيتم أسرع من هذا صار المطرف درعاً فقال القرشي هو لك .
قال وعلي طيلسان مثنى فأردت أن أبول فلففته وقمت فقالت سعدة دع طيلسانك .
فقلت لا أدعه أخاف أن يتحول مطرفاً .
وحدثني قبيصة بن معاوية قال قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي شربت زرقاء ابن رامين دواءً فأهدى لها ابن المقفع ألف دراجة على جمل قراسي .
قال هارون وحدثني حماد عن أبيه أن محمد بن جميل كان يتعشق الزرقاء وكان أبوه جميل يغدو كل يوم يسأل من يقدم عن ابنه محمد إلى أن مر به صديق له يكنى أبا ياسر فسأله عنه فقال له أبو ياسر تركته أعظم الناس قدرا يعامل الخليفة كل يوم في خراجه فيحتاج إليه ولده وصاحب شرطته وصاحب حرسه وخدمه .
فقال