( قل لأختي التي أحبُّ رضاها ... أنتِ لي فاعلميه رُكنٌ شديدُ ) .
وأشار بذلك إلى سلامة الزرقاء .
قالت وقد سمعت فقل .
فقال - خفيف - .
( إنَّ لي حاجةً إليكِ فقولي ... بين أُذْنِي وعاتقي ما تريد ) .
ففطنت الزرقاء للذي أراد فقالت بين أذني وعاتقي ما تريد فما هو قال وصيفتك هذه فإنها قد أعجبتني .
قالت هي لك .
فأخذها فما رد ذلك ابن رامين ولا تكلم فيه .
وهذا الشعر والغناء فيه لمحمد بن الأشعث .
قال هارون وحدثني أبو أيوب عن أحمد بن إبراهيم قال ذكر عمرو بن نوفل بن أنس بن زيد التميمي أن محمد بن الأشعث كان ملازماً لابن رامين ولجاريته سلامة الزرقاء فشهر بذلك وكان رجلاً قصافاً فلامه قومه في فعله فلم يحفل بمقالتهم وطال ذلك منه ومنهم حتى رأى بعض ما كره في منزل ابن رامين فمال إلى سحيقة جارية زريق بن منيح مولى عيسى بن موسى .
وكان زريق شيخاً سخياً كريماً نبيلاً يجتمع إليه أشراف الكوفة من كل حي وكان الغالب على منزله رجلاً من ولد القاسم بن عبد الغفار العجلي كغلبة محمد بن الأشعث على منزل ابن رامين فتواصلا على ملازمة بيت زريق .
ففي ذلك يقول محمد بن الأشعث - خفيف - .
( يابن رامينَ بُحْتَ بالتَّصريحِ ... في هَوَايَ سَحِيقَة ابنِ منيحِ ) .
( قَيْنَةٌ عَفّةٌ ومولىً كريمٌ ... ونديمٌ من اللُّبابِ الصَّريحِ )