فقال قيس وما عليك بعد ذلك من لوم .
فلها عنه ثم عاوده فساومه فغضب أحيحة وقال له بت عندي .
فبات عنده فلما شرب تغنى أحيحة وقيس يسمع - وافر - .
( ألا يا قيسُ لا تَسُمَنَّ دِرْعي ... فما مثلي يُساوَم بالدُّروعِ ) .
( فلولا خَلَّةٌ لأبي جُوَيٍّ ... وأنِّي لستُ عنها بالنَّزوع ) .
( لأُبْتَ بمثلها عَشْرٍ وطِرْفٍ ... لَحُوقِ الإِطْل جَيّاشٍ تَلِيع ) .
( لكنْ سَمِّ ما أحببْتَ فيها ... فليس بمنكَرٍ غَبْنُ البيوع ) .
( فما هِبة الدُّروع أخا بغيضٍ ... ولا الخيلِ السَّوابِقِ بالبديعِ ) .
وقال فأمسك بعد ذلك عن مساومته .
أخبرنا يحيى بن علي بن يحيى قال حدثني أخي أحمد بن علي عن عافية بن شبيب قال حدثني أبو جعفر الأسدي عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي وأخبرنا به إسماعيل بن يونس الشيعي إجازة عن عمر بن شبة عن إسحاق قال دعاني الفضل بن الربيع يوماً فأتيته فإذا عنده شيخ حجازي حسن الوجه والهيئة فقال لي أتعرف هذا قلت لا .
قال هذا ابن أنيسة بنت معبد فسله عما أحببت من غناء جده .
فقلت يا أخا أهل الحجاز كم غناء جدك قال ستون صوتاً .
ثم غناني - منسرح - .
( ما أَحْسَنَ الجِيدَ من مُليكة واللَّبَّاتِ ... إذ زانَها ترائبُها )