وقال فيها وفيما صنعت به خفيف .
( أَخْلَقَ الرَّبْعُ من سُعادَ فأمسى ... رَبْعُهُ مُخلِقاً كدَرْس المُلاةِ ) .
( بَالياً بعد حاضرٍ ذي أنيسٍ ... مِن سليمى إذْ تغتدِي كالمَهَاةِ ) .
وهي قصيدة طويلة يقال إن في هذين البيتين منها غناء .
أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال حدثني عمي عن العباس بن هشام عن أبيه عن أبي مسكين أنّ قيس بن زهير بن جذيمة أتى أحيحة بن الجلاح لما وقع الشر بينه وبين بني عامر وخرج إلى المدينة ليتجهز بعث إليهم حين قتل خالد بن جعفر زهير بن جذيمة فقال قيس لأحيحة يا أبا عمرو نبئت أن عندك درعاً ليس بيثرب درع مثلها فإن كانت فضلا فبعنيها أو فهبها لي .
فقال يا أخا بني عبس ليس مثلي يبيع السلاح ولا يفضل عنه ولولا أني أكره أن استليم إلى بني عامر لوهبتها لك ولحملتك على سوابق خيلي ولكن اشترها يا أبا أيوب فإن البيع مرتخص وغال .
فأرسلها مثلاً .
فقال له قيس فما تكره من استلامتك إلى بني عامر قال كيف لا أكره ذلك وخالد بن جعفر الذي يقول - طويل - .
( إذا ما أرَدْتَ العزَّ في آل يثربٍ ... فنادِ بصوتٍ يا أحيحةُ تُمنَعِ ) .
( رأيت أبا عمروٍ أحيحةَ جارُه ... يبيْتُ قَرير العين غيرَ مروَّعِ ) .
( ومَن يأته مِن خائفٍ يَنْسَ خوفَه ... ومَن يأته من جائعِ الجَوْفِ يشبعِ ) .
( فضائلُ كانت للجلاحِ قديمةً ... وأكرِمْ بفخرٍ من خصالكَ الأربع )