( ولقد شربتُ على براجِمَ شَربةً ... كادت بباقيةِ الحياة تُذِيعُ ) .
ثم مضى حتى إذا كان بحمدان جاءه نفر من هذيل فقالوا له اجعل لنا جعلا وندلك على بيت مال فيه كنوز من اللؤلؤ والياقوت والزبرجد والذهب والفضة ليست لأهله منعة ولا شرف .
فجعل لهم على ذلك جعلا فقالوا له هو البيت الذي تحجه العرب بمكة .
وأرادوا بذلك هلاكه .
فتوجه نحوه فأخذته ظلمة منعته من السير فدعا الحبرين فسألهما فقالا هذا لما أجمعت عليه في هذا البيت والله مانعه منك ولن تصل إليه فاحذر أن يصيبك ما أصاب من انتهك حرمات الله وإنما أراد القوم الذين أمروك به هلاكك لأنه لم يرمه أحد قط بشر إلا أهلكه الله فأكرمه وطف به واحلق رأسك عنده .
فترك الذي كان أجمع عليه وأمر بالهذليين فقطع أيديهم وأرجلهم ثم خرج يسير حتى أتى مكة فنزل بالشعب من الأبطح وطاف بالبيت وحلق رأسه وكساه الخصف .
قال هشام وحدثني ابن لجرير بن يزيد البجلي عن جعفر بن محمد عن أبيه .
قال هشام وحدثني أبي عن صالح عن ابن عباس قال لما أقبل تبع يريد هدم البيت وصرف وجوه العرب إلى اليمن بات صحيحاً فأصبح وقد سالت عيناه على خديه فبعث إلى السحرة والكهان والمنجمين فقال ما لي فوالله لقد بت ليلتي ما أجد شيئاً وقد صرت إلى ما ترون .
فقالوا حدث نفسك بخير .
ففعل فارتد بصيراً وكسا البيت الخصف .
هذه رواية جعفر بن محمد عن أبيه .
وفي رواية ابن عباس فأتي في المنام