تبعاً استوبأ بئره التي حفرها وشكا بطنه عن مائها فدخلت عليه امرأة من بني زريق يقال لها فكهة بنت زيد بن كلدة بن عامر بن زريق وكانت ذات جلد وشرف في قومها فشكا إليها وبأبئره فانطلقت فأخذت قرباً وحمارين حتى استقت له من ماء رومة فشربه فأعجبه وقال زيديني من هذا الماء .
فكانت تختلف إليه في كل يوم بماء رومة فلما حان رحيله دعاها فقال لها يا فكهة إنه ليس معنا من الصفراء والبيضاء شيء ولكن لك ما تركنا من أزوادنا ومتاعنا .
فلما خرج تبع نقلت ما تركوه من أزوادهم ومتاعهم فيقال إنه لم تزل فكهة أكثر بني زريق مالاً حتى جاء الإسلام .
قال وخرج تبع يريد اليمن ومعه الحبران اللذان نهياه عن المدينة قال حين شخص من منزله هذه قباء الأرض .
فسميت قباء .
ومر بالجرف فقال هذا جرف الأرض .
فسمي الجرف وهو أرفعها .
ومر بالعرصة وتسمى السليل فقال هذه عرصة الأرض .
ثم انحدر في العقيق فقال هذا عقيق الأرض فسمي العقيق .
ثم خرج يسير حتى نزل البقيع فنزل على غدير ماء يقال له براجم فشرب منه شربة فدخلت في حلقه علقة فاشتكى منها .
فقال فيما ذكر أبو مسكين قوله