الحارث بن الخزرج فجذموا نخلهم من أنصافها فسميت تلك النخل جذمان وجدعوا هم فرساً لتبع فكان تبع يقول لقد صنع بي أهل يثرب شيئاً ما صنعه بي أحد قتلوا ابني وصاحبي وجدعوا فرسي قالوا فبينا تبع يريد إخراب المدينة وقتل المقاتلة وسبي الذرية وقطع الأموال أتاه حبران من اليهود فقالا أيها الملك انصرف عن هذه البلدة فإنها محفوظة وإنا نجد اسمها كثيراً في كتابنا وأنها مهاجر نبي من بني إسماعيل اسمه أحمد يخرج من هذا الحرم من نحو البيت الذي بمكة تكون داره وقراره ويتبعه أكثر أهلها .
فأعجبه ما سمع منهما وكف عن الذي أراد بالمدينة وأهلها وصدق الحبرين بما حدثاه وانصرف تبع عما كان أراد بها وكف عن حربهم وآمنهم حتى دخلوا عسكره ودخل جنده المدينة فقال عمرو بن مالك بن النجار يذكر شأن تبع ويمدح عمرو بن طلة - مديد - .
( أَصَحَا أم انتحىَ ذِكَرَهْ ... أم قضَى من لذّةٍ وطَرَهْ ) .
( بعدما وَلَّى الشباب وما ... ذِكْرُهُ الشَّبابَ أو عُصُرَهْ ) .
( إنَّها حَرْبٌ يمانيَةٌ ... مَثلها آتى الفتى عِبَرَهْ ) .
( سائِلي عِمْرَانَ أو أسَداً ... إذْ أتَتْ تعدُو مع الزُّهَرَهْ ) .
( فَيْلَقٌ فيه أبو كَرِبٍ ... سَبُعٌ أبدانُه ذَفِرَهْ )