التي في الشمس فتقززت وبشعت من ذلك الطعام الذي طبخ فأشار إليّ أبي بأن كل .
فأكلنا حتى فرغنا من غدائنا فلما غسلنا أيدينا نادى ابن جامع يا غلام هات شرابنا فأتي بنبيذٍ في زكرة قد كانت الزكرة في الشمس فكرهت ذلك فأشار إليّ أبي أن لا تمتنع ثم أتوا بقدح جيشاني ملءِ الكف فصب النبيذ فيه وهو يشبه ماء قد أغلي بالنار ثم غنى ابن جامع فقال - طويل - .
( كأنْ لم يكنْ بينَ الحَجُون إلى الصّفا ... أنيسٌ ولم يسمُرْ بمكّةَ سامرُ ) .
( بَلَى نحنُ كنّا أهلَها فأزالنا ... صرُوُفُ اللَّيالي والجُدُودُ العواثرُ ) .
صوت .
ثم غنى للعرجي - بسيط - .
( لو أنَّ سلمَى رأتْنا لا يَرَاعَ لنا ... لَمَا هَبَطْنا جميعاً أبْطُنَ السوقِ ) .
( وكَشَرنا وكُبُوْلُ القَيْنِ تنكؤنا ... كالأُسْدِ تَكشِرُ عن أنيابِها الرُّوق ) .
صوت .
ثم تغنى - وافر - .
( أُجَرَّرُ في الجوامِع كُلَّ يومٍ ... فيا للهِ مَظْلمَتي وصَبْري ) .
ثم أمر بالرحيل .
وقد غنى هذه الثلاثة الأصوات .
فقال لي أبي يا بني بشعت لما