يربد البصرة فمر بشير زاذان في طريقه فمرض بها فاضطر إلى المقام بها بسبب علته فاشتد مرضه فمات هناك ودفن على تلعة وكان بشار بلغه أن حمادا عليل لما به ثم نعي إليه قبل موته فقال بشار .
( لو عاش حمَّاد لهونا به ... لكنَّه صار إلى النارِ ) .
فبلغ هذا البيت حمادا قبل أن يموت وهو في السياق فقال يرد عليه .
( نُبِّئتُ بشَّاراً نَعاني وللموت ... براني الخالِقُ الباري ) .
( يا ليتني مِتُّ ولم أَهْجُهُ ... نعمْ ولو صرتُ إلى النَّارِ ) .
( وأيُّ خِزي هو أخزى مِنْ أنْ ... يقالَ لي يا سِبَّ بَشَّارِ ) .
قال فلما قتل المهدي بشارا بالبطيحة اتفق أن حمل إلى منزله ميتا فدفن مع حماد على تلك التلعة فمر بهما أبو هشام الباهلي الشاعر البصري الذي كان يهاجي بشارا فوقف على قبريهما وقال .
( قد تَبِع الأعمى قَفا عجردٍ ... فأصبحا جارَين في دارِ ) .
( قالت بِقاعُ الأرض لا مَرْحبا ... بقرب حمّاد وبَشَّارِ ) .
( تجاوَرَا بعد تنائِيهما ... ما أبغَضَ الجارَ إلى الجارِ ) .
( صارا جميعاً في يديْ مالِكٍ ... في النَّارِ والكافِرُ في النارِ ) .
صوت .
( هل قَلْبُكَ اليومَ عن شَنْبَاء منصرِفُ ... وأنتَ ما عشتَ مجنونٌ بها كَلِفُ )