فقال له حماد .
( فإنّك إنْ رَضِيتَ به خليلاً ... ملأتَ يديك من فقرٍ وخَيبهْ ) .
فقال له الرجل جزاك الله خيرا فقد عرفتني من أخلاقه ما قطعني عن مدحه فصنت وجهي عنه .
هجاؤه مطيع بن إياس .
أخبرني عيسى بن الحسين الوراق قال حدثنا ابن اسحاق عن أبيه قال كان حماد عجرد يهوى غلاما من أهل البصرة من موالي العتيك يقال له أبو بشر الحلو ابن الحلال أحسبه من موالي المهلب وكان موصوفا بالجمال فاندس له مطيع بن إياس ولم يزل يحتال عليه حتى وطئه فغضب حماد عجرد من ذلك ونشب بينهما بسببه هجاء فقال فيه حماد .
( يا مطيعُ النَّذْلُ أنتَ اليومَ ... مخذولٌ جَهولُ ) .
( لا يغرَّنْك غَرورٌ ... ذو أفانينَ مَلولُ ) .
( ليس يحلو الفعلُ منه ... وهو يحلو ما يقولُ ) .
( مَلذانيٌّ مع الرِّيحِ ... إذا مالت يميلُ ) .
( وجَوادٌ بالمواعيدِ ... والبَذْل بخيلُ ) .
( ليس يُرضِيه من الجُعْل ... كثيرٌ أو قليلُ ) .
( ذاكَ ما اخترت خليلاً ... بئس واللهِ الخليلُ ) .
( إنما يكفيك أن يأتيك ... في السِّرِّ رسول ) .
( ساخراً منكَ يمنِّيك ... أمانيَّ تطول )