هجاؤه لأبي عون .
أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال حدثني محمد بن الحسن بن الحرون قال كان حماد عجرد يعاشر أبا عون جد ابن أبي عون العابد وكان ينزل الكرخ وكان عجرد إذا قدم بغداد زاره فبلغ أبا عون أنه يحدث الناس أنه يهوى جارية يقال لها جوهر فحجبه وجفاه واطرحه فقال يهجو أبا عون .
( أبا عَوْنٍ لحَاك اللّه ... يا عُرَّةُ إنسانَا ) .
( فقد اصبحتَ في الناس ... إذا سُمِّيت كَشْخانا ) .
( بَنَيْت اليومَ في الكَشْحِ ... لأهل الكَرْخ بنيانا ) .
( وشرَّفتَ لهم في ذَا ... لنا أبواباً وحِيطانا ) .
( وألفَيْتَ على ذاكَ ... من الفُسّاق أعوانا ) .
( ومُجّاناً ولَنْ تَعدَم ... َ مَنْ يَمْجُن مُجَّانا ) .
( فأخزَى الله من كنتَ ... أخاه كان من كانا ) .
( ولا زلت ولا زال ... بأخلاقك خَزْيانا ) .
( وعُرْياناً كما أصبحت ... من دِينك عُرْيانا ) .
وقال فيه أيضاً .
( إنّ أبا عَوْن ولا ... أقولُ فيه كَذبَا ) .
( غاوٍ أتَى مدينَةً ... فسَنَّ فيها عَجَبا ) .
( إخوانُه قد جَعلوا ... أُمَّ بَنيه مَركَبَا ) .
( واتَّخَذوا جوهرةً ... مِبْوَلَةً ومَلْعَبا )