قال فعُرضتْ أسماء العمّال على المنصور فكان فيها اسم حُشيش فقال أهو الذي يقول فيه الشاعر .
( يا لَقومي للبلاء ... ومَعاريضِ الشقاءِ ) .
قالوا نعم يا أمير المؤمنين فقال لو كان في هذا خير ما تعرض لهذا الشاعر ولم يستعمله قال وقال حماد فيه أيضا يخاطب سعيد بن الأسود ويعاتبه على صحبة حشيش وعشرته .
( صرتَ بعدي يا سعيد ... مِن أخِلاَّء حُشَيْش ) .
( أتلوَّطْتَ أم استُخلِفتَ ... بعدي أم لأِيش ) .
( حَلَقيٌّ استُه أوسعُ ... من استِ بُحَيْش ) .
( ثم بَغّاءٌ على ذا ... أبلَغُ الناسِ لفَيْش ) .
( يا بَني الأَشْعَث ما عَيْشُكُم ... عندي بعَيْش ) .
( حين لا يُوجد منكمْ ... غَيرَه قائدُ جَيْش ) .
قال وكان بحيش هذا رجلا من أهل البصرة لم يكن بينه وبين حماد شيء فلما بلغه هذا الشعر وفد من البصرة إلى حماد قاصدا وقال له يا هذا ما لي ولك وما ذنبي إليك قال ومن أنت قال أنا بحيش أما وجدت أحدا أوسع دبرا مني يتمثل به فضحك ثم قال هذه بلية صبتها عليك القافية وأنت ظريف وليس يجري بعد هذا مثله