أخبرني عمي قال حدثني الكراني قال حدثني الحسن بن عمارة قال نزل حماد عجرد على محمد بن طلحة فأبطأ عليه بالطعام فاشتد جوعه فقال فيه حماد .
( زرتُ امرأً في بيته مرَّةً ... له حَياءٌ وله خيرُ ) .
( يَكره أن يُتخِم أضيافَه ... إنَّ أذى التُّخْمة محذورُ ) .
( ويَشتهي أن يؤجَرُوا عندَه ... بالصَّومِ والصالحُ مأجورُ ) .
قال فلما سمعها محمد قال له عليك لعنة الله أي شيء حملك على هجائي وإنما انتظرت أن يفرغ لك من الطعام قال الجوع وحياتك حملني عليه وإن زدت في الإبطاء زدت في القول فمضى مبادرا حتى جاء بالمائدة .
أخبرني الحسين بن يحيى وعيسى بن الحسين ووكيع وابن أبي الأزهر قالوا حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال كان حفص بن أبي وزة صديقا لحماد عجرد وكان حفص مرميا بالزندقة وكان أعمش أفطس أغضف مقبح الوجه فاجتمعوا يوما على شراب وجعلوا يتحدثون ويتناشدون فأخذ حفص بن أبي وزة يطعن على مرقش ويعيب شعره ويلحنه فقال له حماد .
( لقد كان في عينيك يا حفصُ شاغلٌ ... وأنفٌ كَثِيلِ العَوْدِ عمّا تَتَبَّعُ ) .
( تَتَبَّعُ لحناً في كلامِ مرقِّشٍ ... ووجهُك مبنيُّ على اللَّحنِ أجمعُ ) .
( فأُذْناك إقواءٌ وأنفُكَ مُكْفَأٌ ... وعيناك إيطاءٌ فأنت المرقَّعُ )