شعر محمد بن الفضل في الاعتذار إليه .
أخبرني يحيى بن علي بن يحيى عن أبيه عن إسحاق الموصلي عن محمد بن الفضل السكوني قال لقيت حماد عجرد بواسط وهو يمشي وأنا راكب فقلت له إنطلق بنا إلى المنزل فإني الساعة فارغ لنتحدث وحبست عليه الدابة فقطعني شغل عرض لي لم أقدر على تركه فمضيت وأنسيته فلما بلغت المنزل خفت شره فكتبت إليه .
( أبا عُمَرٍ اغْفِرْ هُديتَ فإنَّني ... قد آذنبتُ ذنباً مخطئاً غيرَ عامِدِ ) .
( فلا تَجِدن فيه عليَّ فإنَّني ... أُقِرُّ بإجرامي ولستُ بعائِدِ ) .
( وهبْهُ لنا تفديك نفسي فإنَّني ... أرى نعمةً إنْ كنتَ لستَ بواجِدِ ) .
( وعُدْ منك بالفضل الذي أنتَ أهلُهُ ... فإنَّكَ ذو فضلٍ طريفٍ وتالِدِ ) .
فكتب إلي مع رسولي .
( محمدُ يابن الفَضْلِ يا ذا المحامِدِ ... ويا بهجةَ النادي وزينَ المَشاهِدِ ) .
( وحقِّكَ ما أذنبت منذ عرفتَني ... على خطإٍ يوماً ولا عَمْد عامِدِ ) .
( ولو كان ما أَلفَيْتَنِي متسرِّعاً ... إليكَ به يوماً تسرُّعَ واجِدِ ) .
أي لو كان لك ذنب ما صادفتني مسرعا إليك بالمكافأة .
( ولو كان ذو فضل يسمَّى لفضلِهِ ... بغير اسمه سُميت أُمَّ القلائِدِ ) .
قال فبينا رقعته في يدي وأنا أقرأها إذ جاءني رسوله برقعة فيها .
( قد غَفَرْنَا يابن الفضلِ والذنبُ عظيمُ )