عجرد إمام من أئمتهم وإذا له شعر مزاوج بيتين بيتين يقرؤون به في صلاتهم قال وكان له صاحب يقال له حريث على مذهبه وله يقول بشار حين مات حماد عجرد على سبيل التعزية له .
( بَكَى حُريثٌ فوقِّره بتعزِيَةٍ ... مات ابن نِهْيَا وقد كانا شريكَيْنِ ) .
( تَفَاوَضَا حين شابَا في نسائهما ... وحَلَّلاَ كلَّ شيءٍ بين رِجْلَيْنِ ) .
( أَمْسَى حُريثٌ بما سَدَّى له غَيراً ... كراكب اثنين يرجو قوّةَ اثنين ) .
( حتى إذا أخذَا في غير وجهَهَما ... تفرَّقا وهوَى بين الطَّريقيْنِ ) .
يعني أنه كان يقول بقول الثنوية في عبادة اثنين فتفرق وبقي بينهما حائرا قال وفي حماد يقول بشار أيضا وينسبه إلى أنه ابن نهيا .
( يابن نِهْيَا رأسٌ عليَّ ثقيلُ ... واحتمالُ الرؤوس خَطْبٌ جليلُ ) .
( أُدْع غيري إلى عبادة الأثْنَيْنِ ... فإنِّي بواحدٍ مشغولُ ) .
( يابن نِهْيَا برئتُ منك إلى الله ... جهاراً وذاك منِّي قليلُ ) .
قال فأشاع حماد هذه الأبيات لبشار في الناس وجعل فيها مكان فإني بواحد مشغول فإني عن واحد مشغول ليصحح عليه الزندقة والكفر بالله تعالى فما زالت الأبيات تدور في أيدي الناس حتى انتهت إلى بشار فاضطرب منها وتغير وجزع وقال اشاط ابن الزانية بدمي والله ما قلت إلا فإني بواحد مشغول فغيرها حتى شهرني في الناس بما يهلكني