فعلي فابعث من رأيت مكاني وكتب من فوره بذلك إلى عبد الملك فكتب إليه عبد الملك لا تعارض المهلب فيما يراه ولا تعجله ودعه يدبر أمره وقام الأشِقري إلى المهلب فأنشده بحضرة رسول الحجاج .
( إن ابنَ يوسف غرَّه من غزوِكُمْ ... خفضُ المُقام بجانب الأمصارِ ) .
( لو شاهَدَ الصَّفَّين حين تَلاَقيا ... ضاقت عليه رَحِيبةُ الأقطارِ ) .
( من أرض سابُورِ الجُنودِ وخَيْلُنَا ... مثْلُ القِداحِ بَرَيْتَها بشفار ) .
( من كلّ خنذيذ يُرَى بلبانهِ ... وقْعُ الظُّباةِ مع القنا الخَطَّار ) .
( ورأى معاودَة الرِّباعِ غنيمةً ... أزمانَ كان محالفَ الإقتارِ ) .
( فدع الحروبَ لشِيبها وشَبابها ... وعليك كلَّ خريدةٍ مِعطارِ ) .
فبلغت أبياته الحجاج فكتب إلى المهلب يأمره بإشخاص كعب الأشقري إليه فأعلم المهلب كعبا بذلك وأوفده إلى عبد الملك من تحت ليلته وكتب إليه يستوهبه منه فقدم كعب على عبد الملك واستنشده فأعجبه ما سمع منه فأوفده إلى الحجاج وكتب إليه يقسم عليه أن يعفو عنه ويعرض عما بلغه من شعره فلما وصل إليه ودخل عليه قال إيه يا كعب .
( ورَأَى معاوَدَة الرِّباعِ غنيمةً ... ) .
فقال له أيها الأمير والله لقد وددت في بعض ما شاهدته في تلك الحروب وأزماتها وما يوردناه المهلب من خطرها أن أنجو منها وأكون حجاما أو حائكا فقال له الحجاج أولى لك لولا قسم أمير المؤمنين لما نفعك ما أسمع فالحق بصاحبك ورده من وقته