قال فحسده ثابت قطنة وقال والله لو على قدر شعرك أعطاك لما خرجت بملء كفك نوى ولكنه أعطاك على قدره وقام مغضبا وقال لحاجب يزيد بن المهلب إنما فعل الأمير هذا ليضع منا بإجزاله العطية لمثل هذا وإلا فلو أنا اجتهدنا في مديحه ما زادنا على هذا وقال ثابت قطنة يهجو حاجبا حينئذ .
( أحاجبُ لولا أنَّ أصْلَك زَيِّفٌ ... وأنَّك مطبوعٌ على اللؤم والكفر ) .
( وأنِّيَ لو أكثرتُ فيك مقصِّرٌ ... رميتُك رمياً لا يَبيد يَدَ الدهر ) .
( فقل لي ولا تكذِبْ فإنِّيَ عالمٌ ... بمِثْلِكَ هل في مازنٍ لك من ظَهر ) .
( فإنك مِنْهمْ غير شكٍّ ولم يَكُنْ ... أبوكَ من الغُرِّ الجَحاجِحة الزُّهر ) .
( أبوكَ دِيافيٌّ وأمُّك حُرَّةٌ ... ولكنَّها لا شَكَّ وافيةُ البَظْر ) .
( فلست بهاجِ ابن ذُبيان إنني ... سأُكْرِمُ نفسي عن سِبابِ ذوي الهُجْر ) .
هجاء حاجب له .
فقال حاجب والله لا أرضى بهجاء ثابت وحده ولا بهجاء الأزد كلها ولا أرضى حتى أهجو اليمن طرا فقال يهجوهم