فقال يأذن لي الأمير أن أنشده أبياتا قال لا حتى تبدأ فتسأل حاجتك قال أيها الأمير إنه ليس أحد ولو أطنب في وصفك موفيك حقك ولكن المجتهد محسن فلا تهجني بمنعي الإنشاد وتأذن لي فيه فإذا سمعت فجودك أوسع من مسألتي فقال له يزيد هات فما زلت مجيدا محسنا مجملا فأنشده .
( كم من كميٍّ في الهِياج تركتَه ... يَهوي لِفيه مُجدَّلا مقتولا ) .
( جلّلتَ مفرِقَ رأسِه ذا رَونق ... عضْبَ المهزَّة صارِماً مصقولا ) .
( قُدْتَ الجِيادَ وأنت غِرٌّ يافعٌُ ... حتى اكتهلتَ ولم تزل مأمولا ) .
( كم قد حَرَبْت وقد جَبَرت مَعاشراً ... وكم امتننت وكم شفَيتَ غليلا ) .
فقال له يزيد سل حاجتك فقال ما على الأمير بها خفاء فقال قل قال إذا لا أقصر ولا أستعظم عظيما أسأله الأمير أعزه الله مع عظم قدره قال أجل فقل يفعل فلست بما تصير إليه أغبط منا قال تحملني وتخدمني وتجزل جائزتي فأمر له بخمسة تخوت ثياب وغلامين وجاريتين وفرس وبغل وبرذون وخمسة آلاف درهم فقال حاجب .
( شِم الْغَيْثَ وانْظُرْ وَيْك أين تبعَّجتْ ... كُلاه تَجِدْها في يَدِ ابن المهلّب ) .
( يداه يدٌ يُخْزِي بها اللهُ مَن عَصَى ... وفي يَدِهِ الأخْرَى حياةُ المعصَّب )