( إذا ما سألنا رِفده هَطَلَت لنا ... سحابة كفَّيه بِجَوْدٍ ووابِلِ ) .
( حليمُ على الجُهَّال مِنَّا ورَحْمَةٌ ... على كُلِّ حافٍ من مَعَدٍّ وناعِلِ ) .
فقال بشر لجلسائه كيف تسمعون هذا والله الشعر وهذه القدرة عليه فقال له حجار بن أبجر العجلي وكان من أِشراف أهل الكوفة وكان عظيم المنزلة عند بشر هذا أصلح الله الأمير أشعر الناس وأحضرهم قولا إذا أراد فقال محمد بن عمير بن عطارد وكان عدوا لحجار أيها الأمير إنه لشاعر وأشعر منه الذي يقول .
( لبشرِ بنِ مروانٍ على كلِّ حالة ... من الدهر فضلٌ في الرخاء وفي الجهدِ ) .
( قريعِ قريش والذي باع ماله ... ليَكسِبَ حَمْداً حين لا أحدٌ يُجْدِي ) .
( ينافس بشر في السماحة والنَّدى ... ليُحْرِز غاياتِ المكارِمِ بالحمدِ ) .
( فكم جبرتْ كفَّاك يا بِشْرُ من فتًى ... ضَريكٍ وكم عيَّلت قوماً على عَمْدِ ) .
( وصيَّرتَ ذا فقرٍ غنيّاً ومثرياً ... فقيراً وكلاَّ قد حذوتَ بلا وعْدِ ) .
خبره مع حجار بن أبجر .
فقال بشر من يقول هذا قال الفرزدق وكان بشر مغضبا عليه فقال ابعث إليه فأحضره فقال له هو غائب بالبصرة وإنما قال هذه الأبيات وبعث بها لأنشدكها ولترضى عنه فقال بشر هيهات لست راضيا عنه حتى يأتيني فكتب محمد بن عمير إلى الفرزدق فتهيأ للقدوم على بشر ثم بلغه أن البصرة