فقال أنا القائل لذلك وإن الحقين ليأبى العذرة ولو قدرت على جحده لجحدته فاصنع ما أنت صانع فقال أما إني ما أصنع بك إلا خيرا أحسن إليك قوم فأحببتهم وواليتهم ومدحتهم ثم أمر له بجائزة وكسوة ورده إلى منزله مكرما فكان ابن الزبير بعد ذلك يمدحه ويشيد بذكره فلما قتل مصعب بن الزبير اجتمع ابن الزبير وعبيد الله بن زياد بن ظبيان في مجلس فعرف ابن الزبير خبره وكان عبيد الله هو الذي قتل مصعب بن الزبير فاستقبله بوجهه وقال له .
( أبا مطر شَلَّت يمينٌ تفرَّعَتْ ... بسيفك رأس ابنِ الحَوارِيِّ مصعبِ ) .
فقال له ابن ظبيان فكيف النجاة من ذلك قال لا نجاة هيهات سبق السيف العذل قال فكان ابن ظبيان بعد قتله مصعبا لا ينتفع بنفسه في نوم ولا يقظة كان يهول عليه في منامه فلا ينام حتى كل جسمه ونهك فلم يزل كذلك حتى مات