كلَّما بادَرَهُ رَكْبٌ بما ... يشتهيه منه نادى يا أبَهْ ) .
( ليته كان الترى الفَرْجُ به ... لم يزد في هاشمٍ هذي هِبَهْ ) .
يعني غلاما لهبة الله كان يسمى بدرا وكان غالبا على أمره .
حدثني الصولي قال حدثني القاسم بن إسماعيل قال قال رأى أبو الشبل إبراهيم بن العباس يكتب فأنشأ يقول .
( ينظِّم اللؤلؤَ المنثورَ منطقُه ... وينظِم الدرَّ بالأقلام في الكُتُبِ ) .
حدثنا الحسن بن علي قال حدثنا ابن مهرويه قال حدثني أبو الشبل البرجمي قال حضرت مجلس عبيد الله بن يحيى بن خاقان وكان إلي محسنا وعلي مفضلا فجرى ذكر البرامكة فوصفهم الناس بالجود وقالوا في كرمهم وجوائزهم وصلاتهم فأكثروا فقمت في وسط المجلس فقلت لعبيد الله أيها الوزير إني قد حكمت في هذا الخطب حكما نظمته في بيتي شعر لا يقدر أحد أن يرده علي وإنما جعلته شعرا ليدور ويبقى فيأذن الوزير في إنشادهما قال قل فرب صواب قد قلته فقلت .
( رأيتُ عبيدَ الله أفضلَ سُودَداً ... وأكرمَ مِن فضلٍ ويحيى بنِ خالِدِ ) .
( أولئك جادوا والزَّمانُ مُساعِدٌ ... وقد جاد ذا والدَهرُ غيرُ مساعِدِ ) .
فتهلل وجه عبيد الله وظهر السرور فيه وقال أفرطت أبا الشبل ولا كل هذا فقلت والله ما حابيتك أيها الوزير ولا قلت إلا حقا واتبعني القوم في وصفه وتقريظه فما خرجت من مجلسه إلا وعلي الخلع وتحتي دابة بسرجه ولجامه وبين يدي خمسة آلاف درهم