ولحنه من الثقيل الأول فأحسن فيه ما شاء ونظرت إلى الزف فغمزته وقمت إلى الخلاء فإذا هو قد جاءني فقلت له أي شيء عملت فقال قد فرغت لك منه قلت هاته فرده علي ثلاث مرات وأخذته وعدت إلى مجلسي وغمزت عليه عقيدا ومخارقا فقاما وتبعهما فألقاه عليهما وابن جامع لا يعرف الخبر فلما عاد إلى المجلس أومأت إليهما أسألهما عنه فعرفاني أنهما قد أخذاه فلما بلغ الدور إلي كان الصوت أول شيء غنيته فحدد الرشيد نظره إلي ومات ابن جامع وسقط في يده فقال لي الرشيد من أين لك هذا قلت أنا أرويه قديما وقد أخذه عني مخارق وعقيد فقال غنياه فغنياه فوثب ابن جامع فجلس بين يديه ثم حلف بالطلاق ثلاثا بأنه صنعه في ليلته الماضية ما سبق إليه ابن جامع أحد فنظر الرشيد إلي فغمزته بعيني أنه صدق وجد الرشيد في العبث به بقية يومه ثم سألني بعد ذلك عن الخبر فصدقته عنه وعن الزف فجعل يضحك ويقول لكل شيء آفة وآفة ابن جامع الزف قال حماد وللزف صنعة يسيرة جيدة منها في الرمل الثاني .
صوت .
لمن الظعائن سيرُهنَّ تزحُّفُ ... عَوْمَ السَّفينِ إذا تَقَاذَفَ مِجذَفُ ) .
( مرَّت بذي حُسُمٍ كأنَّ حُمولَها ... نخل بيثربَ طلعُها متزحِّف ) .
( فلئن أصابتْني الحروب لربَّما ... أُدعَى إذا مُنع الرِّدافُ فأردف )