لحن هذا الصوت خفيف ثقيل أول بالبنصر والصنعة لابن جامع من رواية الهشامي وغيره .
قال أبو الفرج وقد أخبرني بهذا الخبر محمد بن مزيد عن حمّاد عن أبيه بخلاف هذه الرواية فقال فيه قال محمد الزف أروى خلق الله للغناء وأسرعهم أخذا لما سمعه منه ليست عليه في ذلك كلفة وإنما يسمع الصوت مرة واحدة وقد أخذه وكنا معه في بلاء إذا حضر فكان من غنى منا صوتا فسأله عدو له أو صديق أن يلقيه عليه فبخل ومنعه إياه سأل محمدا الزف أن يأخذه فما هو إلا أن يسمعه مرة واحدة حتى قد أخذه وألقاه على من سأله فكان أبي يبره ويصله ويجديه من كل جائزة وفائدة تصل إليه فكان غناؤه عنده حمى مصونا لا يقربه ولم يكن طيب المسموع ولكنه كان أطيب الناس نادرة وأملحهم مجلسا وكان مغرى بابن جامع خاصة من بين المغنين لبخله فكان لا يفتح ابن جامع فاه بصوت إلا وضع عينه عليه وأصغى سمعه إليه حتى يحكيه وكان في ابن جامع بخل شديد لا يقدر معه على أن يسعفه ببر ورفد فغنى يوما بحضرة الرشيد .
غناء لابن جامع بحضرة الرشيد .
صوت .
( أرسلت تُقرئ السلامَ الرَّبابُ ... في كتابٍ وقد أتانا الكتابُ ) .
( فيه لو زُرتَنا لزرناك ليلاً ... بمِنىً حيث تستقلّ الركاب ) .
( فأجبتُ الرَّباب قد زرت لكن ... ليَ منكم دون الحجاب حجاب ) .
( إنما دهرك العتاب وذمّي ... ليس يُبقي على المحبّ عتابُ )