صوت .
( جَسورٌ على هجري جبانٌ على وصلي ... كَذوب غدا يستتبع الوعد بالمطلِ ) .
( مقدِّم رِجل في الوصال مؤخِّر ... لأخرى يشوب الجِدّ في ذاك بالهزل ) .
( يهمّ بنا حتى إذا قلتُ قد دنا ... وجاد ثَنى عِطفاً ومال إلى البخلِ ) .
( يزيد امتناعاً كلَّما زِدت صبوةً ... وأزداد حرصاً كلَّما ضنَّ بالبذل ) .
فأحسن فيه ما شاء وأجمل فغمزت عليه محمدا الزف وفطن لما أردت واستحسنه الرشيد وشرب عليه واستعاده مرتين أو ثلاثا ثم قمت للصلاة وغمزت الزف وجاءني وأومأت إلى مخارق وعلويه وعقيد فجاؤوني فأمرته بإعادة الصوت فأعاده وأداه كأنه لم يزل يرويه فلم يزل يكرره على الجماعة حتى غنوه ودار لهم ثم عدت إلى المجلس فلما انتهى الدور إلي بدأت فغنيته قبل كل شيء غنيته فنظر إلي ابن جامع محددا نظره وأقبل علي الرشيد فقال أكنت تروي هذا الصوت فقلت نعم يا سيدي فقال ابن جامع كذب والله ما أخذه إلا مني الساعة فقلت هذا صوت أرويه قديما وما فيمن حضر أحد إلا وقد أخذه مني وأقبلت عليه فغناه علويه ثم عقيد ثم مخارق فوثب ابن جامع فجلس بين يديه وحلف بحياته وبطلاق امرأته أن اللحن صنعه منذ ثلاث ليال ما سمع منه قبل ذلك الوقت فأقبل علي فقال بحياتي اصدقني عن القصة فصدقته فجعل يضحك ويصفق ويقول لكل شيء آفة وآفة ابن جامع الزف