معبد مع الجواري في السفينة .
كان معبد قد علم جارية من جواري الحجاز الغناء تدعى ظبية وعني بتخريجها فاشتراها رجل من أهل العراق فأخرجها إلى البصرة وباعها هناك فاشتراها رجل من أهل الأهواز فأعجب بها وذهبت به كل مذهب وغلبت عليه ثم ماتت بعد أن أقامت عنده برهة من الزمان وأخذ جواريه أكثر غنائها عنها فكان لمحبته إياها وأسفه عليها لا يزال يسأل عن أخبار معبد وأين مستقره ويظهر التعصب والميل إليه والتقديم لغنائه على سائر أغاني أهل عصره إلى أن عرف ذلك منه وبلغ معبدا خبره فخرج من مكة حتى أتى البصرة فلما وردها صادف الرجل قد خرج عنها في ذلك اليوم إلى الأهواز فاكترى سفينة وجاء معبد يلتمس سفينة ينحدر فيها إلى الأهواز فلم يجد غير سفينة الرجل وليس يعرف أحد منهما صاحبه فأمر الرجل الملاح أن يجلسه معه في مؤخر السفينة ففعل وانحدروا فلما صاروا في فم نهر الأبلة تغدوا وشربوا وأمر جواريه فغنين ومعبد ساكت وهو في ثياب السفر وعليه فرو وخفان غليظان وزي جاف من زي أهل الحجاز إلى أن غنت إحدى الجواري .
صوت .
( بانت سُعادُ وأمْسَى حبلُها انْصرَمَا ... واحْتَلَّت الغَوْرَ فالأجْزَاعَ من إضَما )