قال أبو الفرج هذا البيت الأخير لبشار كان عرض له فقال .
( وما تحرَّك أَيْرٌ فامتلا شَبَقاً ... إلا تحرَّك عِرْقٌ في است ) .
ثم قال في است من ومر به تسنيم بن الحواري فسلم عليه فقال في است تسنيم والله .
فقال له أي شيء ويلك فقال لا تسل .
فقال قد سمعت ما أكره فاذكر لي سببه .
فأنشده البيت فقال ويلك أي شيء حملك على هذا قال سلامك علي .
لا سلم الله عليك ولا علي إن سلمت عليك بعدها وبشار يضحك .
وقد مضى هذا الخبر بإسناده في أخبار بشار .
صوت .
وقد جمع معه كل ما يغنى في هذه القصيدة .
( أجِدَّكَ إنْ نُعْمٌ نأتْ أنت جازعُ ... قدِ اقْتربتْ لَوْ أنّ ذلك نافعُ ) .
( وحَسْبُكَ مِن نأيٍ ثلاثةُ أَشْهُرٍ ... ومن حَزَنٍ أنْ شَاقَ قَلبَك رابعُ ) .
بكتْ عَيْنُ مَنْ أبكَاك ليس لك البُكى ... ولا تَتَخالجْك الأُمورُ النَّوازِعُ ) .
( فلا يَسْمَعَنْ سِرَّي وسِرَّك ثالثٌ ... ألا كلُّ سِرٍّ جَاوَزَ اثْنَيْن شائعُ ) .
( وكيف يَشِيعُ السِّرُّ مِنَّي ودُونَه ... حجابٌ ومن فوق الحِجَابِ الأضَالِعُ ) .
( كأنَّ فُؤادي بين شِقَّينِ من عَصاً ... حِذَارَ وُقوع البَيْنِ والبَينُ واقعُ ) .
( وقالت وعيناها تَفِيضانِ عَبْرةً ... بأهلِيَ بَيِّنْ لي مَتَى أنت راجعُ ) .
( فقلتُ لها بالله يَدْرِي مُسافِرٌ ... إذا أضمرته الأرضُ ما الله صانعُ ) .
( فشَدَّت على فِيها اللِّثَام وأَعرضتْ ... وأقبلنَ بالكُحْلِ السَّحِيقِ المدامِعُ )