لا يعقل أما من يعقل فلا .
وبأي شيء كنت أذكره وأرثيه به أبالفقه أم بالزهد أم بالقراءة وهل يرثى إلا بهذا وشبهه .
هجاؤه شاهين بن عيسى .
قال أبو الفرج نسخت من كتاب لأحمد بن علي بن يحيى أخبرني أبو الفضل الكاتب وهو ابن خالة أبي عمرو الطوسي قال .
كنت مقيما بالجبل فمر بي أبو الأسد الشاعر الشيباني فأنزلته عندي أياما وسألته عن خبره فقال صادفت شاهين بن عيسى ابن أخي أبي دلف فما احتبسني ولا برني ولا عرض علي المقام عنده وقد حضرني فيه أبيات فاكتبها ثم أنشدني .
( إنيِّ مررتُ بِشاهينٍ وقد نَفَحت ... رِيحُ العَشِيِّ وبَرْدُ الثَّلج يُؤذِينِي ) .
( فما وَقَى عِرْضَهُ مِنِّي بكُسْوَتِهِ ... لا بل ولا حَسَبٍ دانٍ ولا دِين ) .
( إن لم يكن لَبَنُ الدَّايَاتِ غَيَّرَه ... عن طبع آبائه الشُّمِّ العَرَانين ) .
( فرُبَّما غابَ بعلٌ عن حَلِيلته ... فناكها بعضُ سُوَّاسِ البَراَذِين ) .
( وما تحرَّك أيرٌ فامتلا شَبَقاً ... إلاَّ تَحرَّك عرْقٌ في اسْت شاهين ) .
ثم قال لأمزقنه كل ممزق ولأصيرن إلى أبي دلف فلأنشدنه .
ومضى من فوره يريد ابا دلف فلم يصل إليه حتى بلغ أبا دلف الشعر فشق عليه وغمه .
وأتاه أبو الأسد فدخل عليه فسأله عن قصته مع شاهين فأخبره بها فقال هبه لي قال قد فعلت .
وأمر له بعشرة آلاف درهم فأمسك عنه