( قد عشْتُ دهراً وما أقدِّر أنْ ... أرضَى بما قد رَضِيتُ من أحدِ ) .
( فكيف أخطأتُ لا أَصبتُ ولا ... نَهَضْتُ من عَثْرَةٍ إلى سَدَدِ ) .
( لو كنتُ حُرّاً كما زعمتُ وقد ... كَدَدْتَنِي بالمِطَالِ لم أَعُدِ ) .
( صَبَرْتُ لمَّا أسأتَ بي فإذا ... عُدْتُ إلى مِثْلِها فعُدْ وعُدِ ) .
( فإنَّنِي أهلُ ذاكَ في طَمَعِي ... وفي خَطَائي سبيلَ مُعْتَمِدِ ) .
( أَبْعَدَنِي اللهُ حين يَحْمِلُني ... حرْصِي على مِثْلِ ذَا من الأَوَدِ ) .
( الآنَ أيقنتُ بعد فِعْلِكَ بي ... أَنِّيَ عَبْدٌ لأعْبُدٍ قُفُد ) .
( فصِرْتُ من سُوء ما رُمِيتُ به ... أُكْنَى أبا الكَلْبِ لا أبا الأَسَدِ ) .
أخبرني علي بن الحسين بن عبد السميع المروزي الوراق قال حدثني عيسى بن إسماعيل تينة عن القحذمي قال .
كان أبو الأسد الشاعر واسمه نباتة بن عبد الله الحماني منقطعا إلى الفيض بن صالح وزير المهدي وفيه يقول .
( ولائمةٍ لامَتْكَ يا فَيْضُ في النَّدَى ... فقلتُ لها لن يَقْدَحَ اللَّوْمُ في البَحْرِ ) .
( أرادتْ لِتَنْهَى الفَيْضَ عن عادةِ النَّدَى ... ومَنْ ذا الذي يَثْني السَّحَابَ عن القَطْرِ ) .
( مَوَاقِعُ جُودِ الفَيْضِ في كلِّ بلدةٍ ... مَوَاقِعُ ماءِ المُزْنِ في البَلَدِ القَفْرِ ) .
( كأنَّ وُفودَ الفَيْضِ لما تَحَمَّلُوا ... إلى الفيض لاقَوْا عندَه ليلةَ القَدْرِ ) .
وكان أبو الأسد قبله منقطعا إلى أبي دلف مدة فلما قدم عليه علي بن