يتناجون في ذلك فقام ليلا فشق مزادهم لئلا يجدوا بدا من لقاء العدو فلما فعل ذلك أذعنوا بلقائهم وصبروا له فأغار عليهم فكان أشهر يوم يوم ثيتل لبني سعد وظفر قيس بما شاء وملأ يديه من أموالهم وغنائمهم وفي ذلك يقول ابنه علي بن قيس بن عاصم .
( أنا ابنُ الذي شقَّ المَزَادَ وقد رأى ... بثَيْتَلَ أحياءَ اللَّهازم حُضَّرَا ) .
( فصَبَّحَهم بالجيش قيسُ بنُ عاصمٍ ... وكان إذا ما أورد الأمرَ أَصْدَرَا ) .
قال وأغار قيس أيضا ببني سعد على عبد القيس وكان رئيس بني سعد يومئذ سنان بن خالد وذلك بأرض البحرين فأصابوا ما أرادوا واحتالت عبد القيس في أن يفعل ببني تميم كما فعل بهم بالمشقر حين أغلق عليهم بابه فامتنعوا فقال في ذلك سوار بن حيان .
( فيا لَك من أَيَّامِ صِدْقٍ أَعُدُّها ... كيومِ جُؤاثَى والنِّباجِ وَثَيْتَلا ) .
قال وكان قيس بن عاصم رئيس بني سعد يوم الكلاب الثاني فوقع بينه وبين الأهتم اختلاف في أمر عبد يغوث بن وقاص بن صلاءة الحارثي حين أسره عصمة بن أبير التيمي ودفعه إلى الأهتم فرفع قيس قوسه فضرب فم الأهتم بها فهتم أسنانه فيومئذ سمي الأهتم