ابن كلثوم أيضا قالا كان سبب عشقه إياها أن هندا كانت من أجمل نساء أهلها وزمانها وأمها مارية الكندية فخرجت في خميس الفصح وهو بعد السعانين بثلاثة أيام تتقرب في البيعة ولها حينئذ أحدى عشرة سنة وذلك في ملك المنذر وقد عدي حينئذ بهدية من كسرى إلى المنذر والنعمان يومئذ فتى شاب فاتفق دخولها البيعة وقد دخلها عدي ليتقرب وكانت مديدة القامة عبلة الجسم فرآها عدي وهي غافلة فلم تنتبه له حتى تأملها وقد كان جواريها رأين عديا وهو مقبل فلم يقلن لها ذلك كي يراها عدي وإنما فعلن هذا من أجل أمة لهند يقال لها مارية وقد كانت أحبت عديا فلم تدر كيف تأتي له .
فلما رأت هند عديا ينظر إليها شق ذلك عليها وسبت جواريها ونالت بعضهن بضرب فوقعت هند في نفس عدي فلبث حولا لا يخبر بذلك أحدا فلما كان بعد حول وظنت مارية أن هندا قد أضربت عما جرى وصفت لها بيعة دومة وقال خالد بن كلثوم بيعة توما وهو الصحيح ووصفت لها من فيها من الرواهب ومن يأتيها من جواري الحيرة وحسن بنائها وسرجها وقالت لها سلي أمك الإذن لك في إتيانها فسألتها ذلك فأذنت لها وبادرت مارية إلى عدي فأخبرته الخبر فبادر فلبس يلمقا كان فرخانشاه مرد قد كساه إياه وكان مذهبا لم ير مثله حسنا