( نَزَلْنا على حُكْمِ الزَّمانِ وأَمْرِهِ ... وهل يَقْبَلُ النِّصْفَ الأَلَدُّ المُشاغِبُ ) .
( وتَضْحَكُ سِنُّ المرءِ والقلبُ مُوجَعٌ ... ويرضَى الفَتَى عن دَهْره وهو عاتبُ ) .
( أَلاَ أَيُّها الرُّكبانُ والرَّدُّ واجبٌ ... قِفُوا حَدِّثُونَا ما تقولُ النَّوادِبُ ) .
( إلى أيِّ فِتْيَانِ النَّدَى قَصَدَ الرَّدَى ... وأَيَّهمُ نابتْ حِمَاهُ النَّوائِبُ ) .
( فَيَا لأبي العَبَّاسِ كَمْ رُدَّ راغِبٌ ... لِفَقْدِكَ ملهوفاً وكَمْ جُبَّ غارِبُ ) .
( وَيَا لأبي العَبَّاسِ إنّ مَناكِباً ... تُنُوءُ بما حَمَّلْتَها لَنَوَاكِبُ ) .
( فيا قبرَه جُدْ كلَّ قبرٍ بِجَوْدِهِ ... فَفِيك سماءٌ ثَرَّةٌ وسَحَائِبُ ) .
( فَإنَّكَ لَوْ تَدْرِي بما فيك مِن عُلاً ... عَلَوْتَ وباتَتْ في ذَرَاكَ الكَوَاكِبُ ) .
( أخاً كُنْتُ أبْكِيهِ دماً وهو نائمٌ ... حِذَاراً وَتَعْمَى مُقْلَتِي وهو غائبُ ) .
( فماتَ ولا صَبْرِي على الأَجْرِ واقفٌ ... ولا أنا في عُمْرٍ إلى الله راغِبُ ) .
( أأسعى لأِحْظَى فيك بالأجْرِ إِنَّهُ ... لَسَعيٌ إذن مِنِّي لدى الله خائب ) .
( ومَا الإِثْمُ إلاَّ الصّبرُ عنكَ وإنَّما ... عواقبُ حَمْدٍ أن تُذَمَّ العواقبُ ) .
( يقولون مِقْدَارٌ على المرءِ واجِبٌ ... فقلتُ وإعوالٌ على المرءِ واجبُ ) .
( هو القلبُ لَمّا حُمَّ يومُ ابنِ أُمِّهِ ... وهي جانِبٌ منه وأُسْقِمَ جانِبُ ) .
( تَرَشَّفْتُ أيَّامِي وهُنَّ كوالِحٌ ... عليك وغالبتُ الرَّدَى وهو غالِبُ ) .
( ودافعتُ في صدر الزَّمانِ وَنَحْرِهِ ... وأيُّ يَدٍ لي والزمانُ مُحارِبُ ) .
( وقلت له خَلِّ الجَوَادَ لِقَوْمِهِ ... وهأنذا فَازْدَد فإنَّا عَصَائِبُ )