شرب محمد بن يسير نبيذا مع قوم فأسكروه حتى خرج من عندهم وهو لا يعقل فأخذ رداءه وعثر في طريقه وأصاب وجهه آثار فلما أفاق أنشأ يقول .
( شاربتُ قوماً لم أُطِقْ شُرْبَهُمْ ... يَغْرَقُ في بَحْرِهِمُ بَحْرِي ) .
( لمَا تَجَارَيْنا إلى غايةٍ ... قصَّر عن صَبْرِهمُ صبري ) .
( خرجتُ من عندهم مُثْخَناً ... تَدْفَعُني الجُدْرُ إلى الجُدْرِ ) .
( مُقَبَّحَ المَشي كَسِيرَ الخُطَا ... تَقْصُر عند الجِدِّ عن سَيْرِي ) .
( فلستُ أنسَى ما تجشَّمْتُ مِنْ ... كَدْحٍ ومن جُرْحٍ ومن أُثْرِ ) .
( وشَقَِّ ثوبٍ وتَوَى آخَرٍ ... وسَقْطَةٍ بانَ بها ظُفْرِي ) .
حدثني عمي وجحظة عن أحمد بن الطبيب قال حدثنا بعض أصحابنا عن مسعود بن يسير ثم ساق الخبر مثله سواء .
أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثني أبو العيناء قال اجتمع جعيفران الموسوس ومحمد بن يسير في بستان فنظر إلى محمد بن يسير وقد انفرد ناحية للغائط ثم قام عن شيء عظيم خرج منه فقال جعيفران .
( قد قلتُ لابن يَسِيرٍ ... لمّا رمَى من عِجانِهْ )