( يَدُقُّ حُزونَها بالوجه طَوْراً ... وطَوْراً باليدين وبالذِّراعِ ) .
( فقد أعياك مَطْلَبُه وأمسى ... فلا تَغْلَط حَبِيسَ أبي شُجاعِ ) .
قال فجعل ابن يسير يضحك ويقول أيها القاضي لو غيرك يقول لي هذا لعرف خبره ثم لم يبرح ابن يسير حتى أعطاه داود مائتي درهم وخلع عليه خلعة من ثيابه .
أخبرني عمي قال حدثنا ابن مهرويه قال حدثني علي بن القاسم طارمة قال كنت مع المعتصم لما غزا الروم فجاء بعض سراياه بخبر عمه فركب من فوره وسار أجد سير وأنا أسايره فسمع منشدا يتمثل في عسكره .
( إنَّ الأمور إذا انْسَدَّتْ مَسالِكُها ... فالصبرُ يَفْتَحُ منها كلَّ ما ارتَتَجا ) .
( لا تيأَسَنَّ وإنْ طالتْ مطالبَةٌ ... إذا استعنتِ بصبر أن ترى فَرَجا ) .
فسر بذلك وطابت نفسه ثم التفت إلي وقال لي يا علي أتروي هذا الشعر قلت نعم قال من يقوله قلت محمد بن يسير فتفاءل باسمه ونسبه وقال أمر محمود وسير سريع يعقب هذا الأمر ثم قال أنشدني الأبيات فأنشدته قوله