خرجنا مع بعض ولد النوشجاني إلى قصر له في بستانهم بالجعفرية ومعنا محمد بن يسير وكان ذلك القصر من القصور الموصوفة بالحسن فإذا هو قد خرب واختل فقال فيه محمد بن يسير .
( ألا يا قصرُ قَصْرَ النُّوشَجَانِي ... أرى بك بعد أَهْلِكَ ما شجاني ) .
( فَلَوْ أعفَى البلاءُ ديارَ قومٍ ... لفضلٍ منهمُ ولعُظْمِ شانِ ) .
( لَمَا كَانت تُرَى بك بَيِّناتٍ ... تلوح عليك آثارُ الزمان ) .
ماذا قال في رثاء نفسه .
أخبرني عمي قال حدثنا ابن مهرويه قال حدثنا محمد بن أبي حرب قال أنشدنا يوما محمد بن يسير في مجلس أبي محمد الزاهد صاحب الفضيل بن عياض لنفسه قال .
( وَيْلٌ لِمَنْ لم يرحَمِ الله ... ومَنْ تكونُ النارُ مَثواهُ ) .
( وَاغَفلَتَا في كلّ يومٍ مضى ... يُذْكِرُني الموتَ وأنساهُ ) .
( مَنْ طالَ في الدُّنيا بِهِ عُمْرُه ... وعاشَ فالموتُ قُصارَاهُ ) .
( كَأَنَّهُ قد قيلَ في مجلسٍ ... قد كُنْتُ آتِيهِ وأغْشَاهُ ) .
( محمدُ صارَ إلى رَبِّهِ ... يَرْحَمُنَا اللهُ وإيَّاهُ ) .
قال فأبكى والله جميع مَن حضر