سليمان النوفلي قال كان محمد بن يسير من شعراء أهل البصرة وأدبائهم وهو من خثعم وكان من بخلاء الناس وكان له في داره بستان قدره أربعة طوابيق قلعها من داره فغرس فيه أصل رمان وفسيلة لطيفة وزرع حواليه بقلا فأفلتت شاة لجار له يقال له منيع فأكلت البقل ومضغت الخوص ودخلت إلى بيته فلم تجد فيه إلا القراطيس فيها شعره وأشياء من سماعاته فأكلتها وخرجت فعدا إلى الجيران في المسجد يشكو ما جرى عليه وعاد فزرع البستان وقال يهجو شاة منيع .
( ليَ بستانٌ أَنيقٌ زاهرٌ ... ناضِرُ الخُضْرة رَيَّان تَرِفْ ) .
( رَاسخُ الأعراقِ رَيَّان الثَّرَى ... غَدِقٌ تُرْبَتُه ليست تجِفّ ) .
( لِمجاري الماءِ فيه سُنَنٌ ... كيفما صَرَّفتَه فيه انصرفْ ) .
( مُشرِق الأنوار ميّاد النَّدَى ... مُنْثَنٍ في كلِّ ريح مُنْعَطِفْ ) .
( تملِكُ الريحُ عليه أمرَه ... فإذا لم يُؤْنِسِ الريحَ وقفْ ) .
( يكتسي في الشرق ثوبَيْ يُمْنَةٍ ... ومع الليل عليها يَلْتَحِفْ )