كانت للبرج أخت يقال لها العُفاطة وكان البرج يشرب مع الحصين ذات يوم فسكر وانصرف إلى أخته فافتضها وندم على ما صنع لما أفاق وقال لقومه أي رجل أنا فيكم قالوا فارسنا وأفضلنا وسيدنا قال فإنه إن علم بما صنعت أحد من العرب أو أخبرتم به أحدا ركبت رأسي فلم تروني أبدا فلم يسمع بذلك أحد منهم ثم إن أمة لبعض طيئ وقعت إلى الحصين بن الحمام فرأت عنده البرج الطائي يوما وهما يشربان فلما خرج من عنده قالت للحصين إن نديمك هذا سكر عندك ففعل بأخته كيت وكيت وأوشك أن يفعل ذلك بك كلما أتاك فسكر عندك فزجرها الحصين وسبها فأمسكت ثم إن البرج بعد ذلك أغار على جيران الحصين بن الحمام من الحرقة فأخذ أموالهم وأتى الصريخ الحصين بن الحمام فتبع القوم فأدركهم فقال للبرج ما صبك على جيراني يا برج فقال له وما أنت وهم هؤلاء من أهل اليمن وهم منا وأنشأ يقول .
( أَنَّى لك الحُرُقات فيما بيننا ... عَنَنٌ بعيدٌ منك يا بنَ حُمام ) .
( أقبلتَ تُزْجِي ناقة متباطئاً ... عُلْطاً تزجِّيِها بغيرِ خِطام ) .
تزجي تسوق علطا لا خطام عليها ولا زمام أي أتيت هكذا من العجلة فأجابه الحصين بن الحمام .
( بُرْجٌ يُؤَْثمني ويَكفُرُ نعمتي ... صَمِّي لما قال الكفيلُ صَمَامِ ) .
( مَهْلاً أبا زيدٍ فإنَّك إنْ تَشَأْ ... أُورِدْك عُرْضَ مناهِلٍ أَسْدامِ )