بالكتاب فقربني وقال أما الخمسة الآلاف الأولى فخذها فقد حضرت والخمسة الآلاف الأخرى أنا أدفعها إليك بعد جمعة فقمت ثم تناساني كأنه لم يعرفني وكتبت أقتضيه فبعث إلي أكتب لي قبضا بها وخذها بعد جمعة فكرهت أن أكتب قبضا بها فلا يحصل لي شيء فاستترت وهو في منزل صديق لي فلما بلغه استتاري خاف أن أشكوه إلى الواثق فبعث إلي بالمال وأخذ كتابي بالقبض ثم لقيني الخادم بعد ذلك فقال لي أمرني أمير المؤمنين أن أصير إليك فأسألك هل قبضت المال قلت نعم قد قبضته قال صالح وابتعت بالمال ضيعة وتعلقت بها وجعلتها معاشي وقعدت عن عمل السلطان فما تعرضت منه لشيء بعدها .
علي بن الجهم يمدح الواثق .
أخبرني محمد بن يحيى قال أخبرني ابن إسحاق الخراساني قال وحدثني محمد بن مخارق قال لما بويع الواثق بالخلافة دخل عليه علي بن الجهم فأنشده قوله .
( قد فازَ ذو الدّنيا وذو الدّين ... بدولةِ الواثِقِ هارونِ ) .
( وعمَّ بالإحسان مِنْ فِعْلِهِ ... فالناسُ في خفْضٍ وفي لِينِ ) .
( ما أكثرَ الداعي له بالبَقَا ... وأكثرَ التَّالِي بآمينِ ) - سريع - .
وأنشده أيضا قوله فيه .
( وَثِقَتْ بالمَلكِ الواثِقِ ... باللَّه النُّفوسُ ) .
( مَلِكٌ يشقَى به المالُ ... ولا يشقَى الجَلِيسُ ) .
( أَسَدٌ تضْحَك عن شَدْدَاتِه ... الحَرْبُ العَبُوسُ ) .
( أَنِس السيفُ به واستوْحَش ... العِلْقُ النفيسُ )