وأشخص معه جاريته فقدما على الواثق فدخلت عليه قلم فأمرها بالجلوس والغناء فغنت فاستحسن غناءها وأمر بابتياعها فقال صالح أبيعها بمائة ألف دينار وولاية مصر فغضب الواثق من ذلك ورد عليه ثم غنى بعد ذلك زرزور الكبير في مجلس الواثق صوتا الشعر فيه لأحمد بن عبد الوهاب أخي صالح والغناء لقلم وهو .
( أبتْ دارُ الأحبَّةِ أَنْ تبينا ... أجِدَّك ما رأيتَ لها مُعينا ) .
( تَقَطّعُ نفسُه من حبِّ ليلى ... نفوساً ما أُثِبْنَ ولا جُزينا ) - وافر - .
فسأل لمن الغناء فقيل لقلم جارية صالح فبعث إلى ابن الزيات أشخص صالحا ومعه قلم فلما أشخصهما دخلت على الواثق فأمرها أن تغنيه هذا الصوت فغنته فقال لها الصنعة فيه لك قالت نعم يا أمير المؤمنين قال بارك الله عليك وبعث إلى صالح فأحضر فقال أما إذا وقعت الرغبة فيها من أمير المؤمنين فما يجوز أن أملك شيئا له فيه رغبة وقد أهديتها إلى أمير المؤمنين فإن من حقها علي إذا تناهيت في قضائه أن أصيرها ملكه فبارك الله له فيها فقال له الواثق قد قبلتها وأمر ابن الزيات أن يدفع له خمسة آلاف دينار وسماها احتياطا فلم يعطه ابن الزيات المال ومطلبه به فوجه صالح إلى قلم من أعلمها ذلك فغنت الواثق وقد اصطبح صوتا فقال لها بارك الله فيك وفيمن رباك فقالت يا سيدي وما نفع من رباني مني إلا التعب والغرم علي والخروج مني صفرا قال أو لم آمر له بخمسة آلاف دينار قالت بلى ولكن ابن الزيات لم يعطه شيئا فدعا بخادم من خاصة الخدم ووقع إلى ابن الزيات بحمل الخمسة آلاف الدينار إليه وخمسة آلاف دينار أخرى معها قال صالح فصرت مع الخادم إليه